أوسامة بيتي.
يدفع حب الرجاء الجمهور إلى الانقسام ما بين مؤيد لاستقالة الرئيس “جواد الزيات”، ومعارض لها. وبينما تبني الفئة الأولى توجهها إلى أنه لم يعد له ما يضيفه للفريق تسييريا، على اعتبار أنه لم “يجبد” من جيبه درهما، ولا شيئ في الأفق يوحي أنه سيقوم بانتدابات وازنة تعين الخضر على ما ينتظرهم الموسم القادم؛ فإن “المعارِضة” لاستقالته ترى أن “حكمته” وتجربته المهنية كانتا حاسمتين في أشد أزمة مالية في تاريخ الفريق، بل إن شمسه أشرقت بألقاب غابت عنه حتى عندما لم يقم للأزمات قائمة.
وبما أن الانتدابات هي سبب الانقسام وما تسببه من وجع في رؤوس الرجاويين، فإن ثمة أسئلة وجب الإجابة عليها: هل يحتاج الرجاء فعلا إلى انتدابات؟ ألم يجلب ابن الفريق “مروان الهدهودي” ليعوض رحيل “بدر بانون”، والمتألق “نوح السعداوي” لإغناء الحلول في الهجوم، وكلاهما ب”صفر درهم”؟ ألا يُعَدُّ انتدابان وازنان عودةُ “بنحليب” و”الدويك” في كامل جاهزيتهما؟ ألم يجلب المميز “مكعازي” في الميركاتو الشتوي لتعزيز خط الوسط؟ ألم يفز الفريق بالبطولة، ووصل إلى نصف نهائي العصبة، ولازال ينتظره إياب نفس الدور في كأس الأبطال العرب بلاعبين شبان، من شأن تثبيتهم أن يفيد الفريق أكثر في السنوات القادمة؟ هي في الحقيقة أسئلة تجيب عن نفسها.
وبالمقابل توجد أسئلة استنكارية أخرى: ألم يحسن “الزيات” فعلا تدبير الشأن المالي بحنكة يُجمع الكل الآن أن الفريق في طريق سليم نحو الخروج من أزمته؟ ألم “تفرمل” كورونا إحدى خطط الفريق في تدبير أزمته، خاصة أن نتائجه كانت ستذر مداخيل كبيرة بفعل الحضور الجماهيري، دون نسيان صفقة “بانون” الكبيرة؟ علما أن هناك كأس عربية بجوائز (مليارية) قد تقضي على الأزمة المالية بصفة نهائية؟
صحيح أنه لا يصح بناء مشروع رياضي على نتيجة رياضية؛ لكنها في الأساس مشاكل جاءت بسبب الركض وراء النتيجة، ولابد لهذه الأخيرة أن تصلح “خطأها” يوما ما.
بكل واقعية، فإن فترة “مستر ماركوتينغ” القصيرة نجحت إلى حد كبير على جميع المستويات تسييريا وتقنيا، وهي تشفع له فعلا أن “تُرفَض” استقالته. فالفريق عاد لسكة الألقاب بهذه السياسة، وإذا ما انساق المنخرطون والحكماء إلى ضغط الأحباء بإخراج الرئيس كما يخرج الغرباء، فإن ذلك سيزيد من الأعباء واستياء الأقرباء وشماتة الأعداء. لأن رئيسا جديدا للرجاء يستجيب لرغبة فئة من الجمهور فيأتي بلاعبين فوق طاقة الفريق، قد يفوز بلقب، لكنه سيدخله في دوامة سنوات شحيحة، ليس على مستوى البطولات فحسب، بل، وأيضا، في أزمات مادية أخرى، يمشي حاليا واثق الخطوة للقضاء عليها.