قال المحامي والمنسق الوطني للحزب المغربي الحر، في رسالة وجهها إلى زملائه في المحاماة، إن المهنة عاشت في السنوات الماضية “وسط غابة من المفترسين”، ومن “اخترناهم لتمثيل المهنة كنا نستشعر أنهم يقفون إلى جانب وحوش الظلام ليلًا لتقديمنا كقرابين مكبلين لأجل أطماع أو مساومات زائلة”.
ودعا زيان من تولوا المسؤولية “خلال هذه الفترة العصيبة”، إلى الاعتراف بانبطاحهم لسلطة النيابة العامة و”أجهزة الظلام”، متسائلا “فكيف لكم بعد اليوم أن تنظروا في وجه الزميل من هيئة مكناس الذي صفعه شرطي وهو يردد كلماته المهينة دون استحياء بعبارة “سير حامي على موك”؟ وكيف ستبررون للزميلات والزملاء سبب خذلانكم لزميل وجد نفسه محاكما بسبب مرافعة لم ترق لممثل الحق العام؟”.
وأشار المحامي زيان إلى أن مهنة المحاماة بالمغرب تعيشه آفات أخرى “سواء من خلال انسداد آفاق العمل مقابل تقليص مجالات الاشتغال، وتزايد وباء السمسرة والرشوة والفساد الذي يشتغل تحت أنظارنا لتحطيم الكفاءة والاجتهاد.. وتدهور العلاقة مع مؤسسة القضاء والنيابة العامة والأمن في ظل انحصار ملحوظ لحصانة الدفاع وحرية الترافع”.
وتابع زيان “وفي ظل جو الأمل الذي تولد من وسط اليأس فوجئنا مرة أخرى بوجود من يسعون لتحطيمه عن طريق ضبط لوائح المسموح لهم بالتقدم للانتخابات وحرمان الأصوات المزعجة من ممارسة حقها الأصيل والدستوري في الترشح، مستخدمين قراءات انفرادية وقمعية لقانون المهنة خصوصًا منها المواد 86 و88 و89”.
ووصف زيان قرار هيئة الرباط بمنعه من الترشح للانتخابات المهنية بكونه “قرار غير مسبوق في التاريخ المهني”، قائلا إنه “لم يشهد على مر سنواته وعقوده أن تجرأ نقيب أو مجلس على حرمان محام من ممارسة حقه في الترشح بالرغم من كونهم محكومون بأحكام قاسية”، مضيفا أن بعض المنتسبين إلى المهنة اختاروا “ممارسة اختصاصات الضبط والقمع والترهيب بدل ممارسة الاختصاصات الأصلية في حماية الحرية والممارسة النزيهة”.
ودعا زيان زملاءه إلى مزيد من الحذر والتوحد “لحماية ما تبقى من مكتسباتنا قبل أن نجد أنفسنا على هامش التاريخ وفي باب العدالة بدل أن نكون ركيزة من ركائزها الأساسية، وهو ما أصبح يفرض علينا أكثر من أي وقت مضى أن نختار بضمير وأن نساند بنزاهة كل من هو قادر على استعادة هيبتنا واستقلاليتنا الضائعة وكرامتنا وحريتنا المهدورة، وحقوقنا ومطالبنا المشروعة، دون مهادنة ودون انبطاح مذل أو مساومات ماكرة”.
مشددا على أن الوقت اليوم “لا يسمح لنا التصويت على من لا يتوفر على الحد الأدنى من الشجاعة لمواجهة الظالمين والمفسدين”.
يشار إلى أن زيان توصل، قبل أيام، من نقيب هيئة الرباط مداي بركو، بمقرر يخبر فيه أن أعضاء مجلس الهيئة بأغلبية أعضائه الحاضرين قرر عدم الاستجابة لطلب الترشح لانتخابات مجلس هيئة المحامين الذي تقدم به زيان بداية دجنبر الجاري.