اتهمت الجامعة الوطنية لقطاع العدل، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وزير العدل، محمد بنعبد القادر، بإنهاك المسؤولين القضائيين والإداريين بزيارات شكلية كل أسبوع.
وقالت النقابة المحسوبة على حزب العدالة والتنمية، أن استمرار الوزير في إنهاك المسؤولين القضائيين والإداريين بزيارات شكلية كل أسبوع، “لن يفهم منه إلا أن هناك رغبة في استهلاك ميزانية الوزارة في تنقلات وتغذية وإيواء الوفد الوزاري، خاصة وأن برنامج الزيارات يتم في عدد منها تقديم مشاريع عبارة عن “مقترحات تصاميم”، مما يؤكد كونها مجرد نوايا يمكن العدول عنها في أية لحظة، كما أن السيد الوزير في هذه الزيارات لم يتجاوب حتى مع انتظارات المسؤولين الإداريين، بل تدخل لمنع بعضهم حتى من التعبير عن مشاكلهم التي يعانون منها”.
وأعلنت الجامعة الوطنية في بلاغ لها، رفضها لتوقيف الحوار القطاعي وفق الجدولة التي سبق الاتفاق عليها في جلسة يوم 27 أكتوبر الماضي.
وطالبت الجامعة، خلال الاجتماعين اللذين عقدهما مكتبها الوطني يومي الأحد والخميس 13 و17 دجنبر 2020، والذين خصصا لمتابعة المستجدات القطاعية، (طالبت) وزير العدل بحث مصالح الوزارة على تنفيذ مقتضيات الاتفاق المذكور حفاظا على استمرار الأجواء الطبيعية بالقطاع الذي يحتاج إلى تكاثف جهود الجميع خصوصا في هذه الفترة الانتقالية قطاعيا والاستثنائية صحيا.
كما جددت مطالبتها برفع عدد المناصب الخاصة بإدماج حاملي الشهادات وفق التزام السيد الوزير، وتؤكد أن 700 منصبا عدد هزيل بالنظر إلى أن سنة 2020 مرت دون مباراة، مشددة على ضرورة الاستجابة لمطلب المهندسين في إطار الحساب الخاص، وترفض رفع لازمة الرفض تحت مبرر الجائحة أو ما شابهها، خاصة وأن الوزارة ماضية في الصرف بسخاء على تنقلات الوزير ووفده أثناء طوافهم بمدن المملكة؛ على الرغم من منشور السيد رئيس الحكومة القاضي بتقليص نفقات التنقلات أو حتى إلغائها.
واستغربت الجامعة من تشكيلة اللجنة المكلفة باجتياز انتقاء التعيين في مناصب المسؤولية ومن منهجيتها، حيث تم تسجيل خرق للمرسوم رقم 2.12.412 الصادر في 11 أكتوبر 2012 على مستوى تشكيلتها، “حيث تم لأول مرة تعيين ثلاثة أعضاء من أصل خمسة من مديرية واحدة، مما يطعن في مصداقية وحيادية قرارات اللجنة. كما أن عددا من رؤساء المصالح المجتازين للانتقاء تم إخبارهم من قبل نفس اللجنة أن الوزارة لن تقبل أي مرشح منهم، وهو لئن كان قرارا غير قانوني حتى الوزارة لم تلتزم به، فإنه خلق ارتباكا واضحا في صفوف المتبارين”.
وطالبت الجامعة، وزارة العدل بضرورة “الإسراع بإطلاق مشاريع البناء المتوقفة أو المتأخرة لا سيما ابتدائيات اشتوكة ايت باها وسيدي ايفني والحوز واستئنافية كلميم وقصر العدالة بكل من الرباط وفاس وغيرها، بدل الانخراط في مشاريع تضرب في الصميم فلسفة التنظيم القضائي وتستهلك ميزانيات باهضة، يتم صرفها من الحساب الخاص الذي تجمع مداخيله بعرق جبين كتاب الضبط بمختلف محاكم المملكة”.
وذكّر ذات المصدر بمذكرة الملف المطلبي التي رفعتها الجامعة إلى الوزارة منذ يناير الماضي والتي لم يتم التجاوب مع مضامينها لحد الآن، معتبرة ذلك “تجميدا لكافة مطالب موظفي القطاع، مجددة الدعوة إلى رفع الحظر عن المؤسسات الحيوية بوزارة العدل، مع الانخراط الجاد في الأوراش الأساسية التي تحتاج إلى اهتمام، كما هو حال السجل الوطني للضمانات المنقولة الذي يعتبر مشروعا وطنيا كبيرا يدعم جاذبية المملكة للاستثمار، والذي منذ إطلاقه الرسمي بحضور السيد رئيس الحكومة بداية هذه السنة لم تف الوزارة بالتزاماتها بشأنه”.
وأكدت الجامعة، أن الصبر على تعطيل المقاربة التشاركية وتجميد الحوار القطاعي قد بدأ ينفذ، في ظل تراكم المطالب والاجهاز على المكتسبات، داعية كافة المناضلات والمناضلين وعموم موظفي القطاع إلى اليقظة استعدادا للدفاع عن الملف المطلبي العادل والمشروع، وإلى التعبئة الشاملة لتنفيذ الخطوات النضالية اللازمة للحفاظ على الحقوق المكتسبة وتوقيف نزيف التراجعات.