بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الفنانة الحاجة الحمداوية. و إعتبرجلالته وفاتها رزءا ألم بالساحة الفنية الوطنية.
ومما جاء في برقية الملك: “تلقينا بعميق التأثر والأسى النبأ المحزن لوفاة المشمولة بعفو الله تعالى ورضاه، الفنانة المقتدرة الحاجة، تغمدها الله بواسع رحمته”.
وأعرب جلالته، في هذه البرقية، لأفراد أسرة الفنانة الراحلة، ومن خلالهم لكافة أقارب الفقيدة المبرورة ومحبيها، ولأسرتها الفنية الوطنية، عن أحر التعازي وأصدق المواساة في “رحيل أيقونة فن العيطة المغربية، التي كرست حياتها لخدمة هذا اللون الغنائي الشعبي العريق، وترسيخه كأحد مكونات الموروث الثقافي الوطني، حيث أبدعت وتألقت بأدائها المتميز، على مدى عقود من الزمن، في ملامسة وجدان أجيال من عشاق هذا الفن المغربي الأصيل، والارتقاء به وطنيا ودوليا”.
وأضاف الملك محمد السادس: “وإننا إذ نشاطركم مشاعركم إزاء هذا الرزء الذي ألم بأسرتكم وبالساحة الفنية الوطنية ككل، لنستحضر، بكل تقدير، ما كانت تكنه الراحلة الكبيرة من صادق مشاعر المحبة والولاء للعرش العلوي المجيد، وما ظلت تتحلى به من خصال الوطنيات الغيورات، حيث لم تتوان، أكرم الله مثواها، في توظيف فن العيطة، مبكرا، سلاحا لمقاومة الاستعمار، وتجسيد تعلقها المتين بثوابت الأمة ومقدساتها”.
وتضرع الملك مجمد السادس إلى الله العلي القدير “أن يلهمكم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزي الراحلة خير الجزاء عما أسدت لوطنها من جليل الخدمات، وأن يجعلها من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيها نضرة وسرورا”.
وتعتبر الحاجة الحمداوية إحدى العلامات الفارقة في تاريخ الفن الشعبي المغربي، حيث ارتبط اسمها بشكل وثيق بفن العيطة منذ ستينيات القرن الماضي.
وقدمت الراحلة على مدى تاريخها الفني الطويل العديد من الأغاني الناجحة، من قبيل (دابا يجي)، و(هزو بينا لعلام) و(ماما حياني)، و(منين أنا منين انتا).
وسيوارى جثمان الفقيدة الثرى بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء.
أقدم الفنانات المغربيات في مجال فن العيطة (تراث شعبي أصيل موغل في القدم)،إذ ارتبطت به منذ ظهورها على الساحة الفنية، في وقت كان المجتمع المغربي المحافظ، ينظر فيه إلى الفن بنوع من التحفظ والحذر.