تعتزم الجزائر إرسال مبعوث خاص إلى المغرب، من أجل دعوة الملك محمد السادس بشكل رسمي إلى المشاركة في القمّة العربية العادية التي تسعى إلى احتضانها مطلع شهر نونبر المقبل.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية المقربة من مربع السلطة بالجارة الشرقية للمملكة، أن الأخيرة ستعمل “وفق القاعدة المعمول بها على توجيه الدعوة إلى المملكة المغربية” باسم رئيس جمهوريتها عبد المجيد تبون، موضحة أنه “وفق التقاليد المعتمدة في مثل هذه المواعيد، ستقوم الجزائر بإرسال مبعوثين خاصين باسم الرئيس عبد المجيد تبون، إلى كل الدول الأعضاء من أجل تسليم الدعوات إلى جميع الملوك ورؤوساء الدول والأمراء”.
ويحيل هذا الموقف الجديد على تراجع حكام “قصر المرادية” على المناورة التي كانوا يسعون إلى تنفيذها بمحاولة إقصاء المغرب من أشغال هذه القمة العربية، وهو المسعى الذي كان قد أغضب عددا من حلفاء المغرب، على رأسهم السعودية التي كانت قد لوّحت بمقاطعة القمة.
واعتبرت “الشروق” دعوة الرباط إلى القمة “واجبا أخلاقيا وسياسيا يستلزم معاملة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة”، قبل أن تزيد أن “الأمر لا يتعلق بالعلاقات الثنائية بل بعلاقات متعددة الأطراف”.
وأثيرت في الأيام القليلة الماضية شكوك حول أحقية الجزائر باحتضان القمة العربية ومدى قدرتها على لمّ شمل “الأشقاء العرب” ورأب الصدع بين المتناحرين منهم، وهي التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وتناصبه العداء، علاوة على انحيازها إلى إيران في صراع هذه الأخيرة مع بعض دول الخليج، ورغبتها في استعادة سوريا مقعدها بالجامعة، قبل أن ينضاف إلى كل هذا ما تعتبره مصر تحركات جزائرية للإضرار بمصالحها في ما يخص نزاعها المفتوح مع إثيوبيا.
يذكر أن الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب شهر غشت من عام 2021، وهو القرار الذي اعتبرته المملكة المغربية “أحادي الجانب” ووصفته بـ”غير المبرر”.