نسفت جمهورية جنوب السودان، ادعاءات الجزائر وجبهة البوليساريو “الانفصالية” التي روجت باعترافها بالجمهورية الوهمية، وخرجت بتوضيح، اليوم الجمعة، نفت فيه اعترافها بالجمهورية المزعومة، مؤكدة أنها لا تعترف إلا بالدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وأفاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجنوب السودان، ماييك أيي دينغ، في رسالة رسمية وجهها إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وتم تعميمها بنيويورك، بأن جمهورية جنوب السودان “تعترف فقط بالدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.
وجاء في الرسالة التي اطلع الموقع على نسخة منها، أن لقاء نائب رئيس جمهورية جنوب السودان، الثلاثاء المنصرم، بممثلي “البوليساريو” على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، لا يعني بأي حال من الأحوال أن جمهورية جنوب السودان تعترف بهم.
وأضافت الرسالة أن جمهورية جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفا كير ميارديت، “تحيي وتشيد بالملك محمد السادس، وتؤكد عزمها على تعزيز العلاقات بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا الصديقين”.
وشددت وزارة الخارجية في جنوب السودان، ضمن الرسالة ذاتها، على أنها تتمنى أن يكون هذا التفسير مرضيا لبما يسمح للبلدين الصديقين بمواصلة تعزيز علاقاتهما الدبلوماسية الودية.
وأمس الخميس، كشفت وزارة خارجية جنوب السودان في بلاغ لها، أن سفارتها بالمغرب تلقت رسالة استفسار، أول أمس الأربعاء، من طرف وزارة الخارجية المغربية، حول ظروف وخليفات اللقاء مع جبهة البوليساريو.
وشددت الخارجية في هذا البلاغ، على أنها تود إبلاغ حكومة المملكة المغربية أن الاجتماع بين وفدها في نيويورك وما يسمى “وزير الخارجية الصحراوي”، “لا يتناقض مع علاقاتنا الاستراتيجية الثنائية مع المملكة”.
يأتي ذلك بعدما التقى نائب رئيس جمهورية جنوب السودان، يوم الثلاثاء، ممثلي جبهة البوليساريو الانفصالية، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وروجت وسائل إعلام تابعة للنظام الجزائري والبوليساريو، ضمنها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، بأن جنوب السودان عبرت خلال هذا اللقاء، عن تأييدها لانفصال الصحراء عن المغرب.
كما تحدثت البوليساريو، في بيان نشرته على منابرها الإعلامية، عن “استئناف علاقاتها الديبلوماسية” مع جنوب السودان، قائلة إن ممثليها التقوا بنائب رئيسها حسين عبد الباقي اكون، والسفير الممثل الدائم بالأمم المتحدة أكوآي بونا ملوال، ومرغاريت غابرييل شانغ مستشارة في البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وفي سنة 2018 أعلن وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال، في مباحثات أجراها مع نظيره المغربي ناصر بوريطة بنيويورك، أن بلاده لا تعترف بوجود جبهة البوليساريو.
وأوضح، آنذاك، أن رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، بعث برسالة في هذا الشأن إلى العاهل المغربي محمد السادس أخبره فيها أن “جنوب السودان لم تربطه أبدا، ولا يقيم أي علاقة مع البوليساريو”.
وتابعت الرسالة: “نحترم بشكل كامل سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية.. نحن لا ندعم أي كيان أيا كانت تسميته، والذي يدعي وجودا منفصلا عن المغرب”.