فيما يلي نص البلاغ الذي أصدره فصيل “وينرز”
إن سماع الحديث المتكرر عن ازدواجية المهام قد يوحي للمستمع أن المتكلم مدافع عن تكافؤ الفرص و داعم للتنافس الشريف و يسعى باستمرار لإحقاق العدالة. لكن الواقع غير ذلك، بل الواقع بعيد عن ذلك كل البعد.
فالمتكلم هنا هو نفسه المستفيد من برمجة تُفصّل حسب هواه حتى حين كان رئيس الوداد هو نفسه رئيس العصبة الاحترافية، و المتكلم هنا هو من استفاد من الدعم المادي لتخطي أزمة ألَّفها و ألِفها فصار يرفض الخروج منها لطلب الإعانة في كل حين. و يكفي التعريف بالمتكلم على أنه بطلٌ من 31 جولة في دوري يلعب من 30 دورة فقط لكي يعلم الجميع حينها أن الشعارات ما هي إلا كلمات يسعى من خلالها إلى الوصول إلى غايات محددة.
و دليلنا على صحة كلامنا و صدقه هو أن من رفض ازدواجية المهام بالأمس لم يعد يتحدث عنها حين تولى رئاسة العصبة منخرط سابق بناديه و تولى نيابته رئيس ناديهم. فهل رفض الازدواجية مبدأ أم طمع في الاستفادة ؟ و معرفتنا بكم تؤكد أن الجواب هو الاختيار الموافق لعددكم : 2.
العصبة الاحترافية، و في خرق صارخ للقانون و محاباة واضحة لمن صنعته دانون، قررت إلغاء العقوبات بهدف تمكين المدللة من مداخيل المباراة عسى أن تتمكن من أداء فواتير الماء و الكهرباء. لتفتح العصبة بذلك بابا جديدا من أبواب جبر الخواطر و إرضاء المدللة التي، و بعدما كانت تخرق القانون بأريحية، أصبحت تُلغى عقوباتها. إلغاء يضرب في مصداقية المؤسسات و اللجان و يتيح لكل فريق الفرصة للتشكيك في صواب القرارات و عدالتها. و يجعلنا نتساءل : أ حَلَّ البُكاء محل الاستئناف ؟ أم أن أسلوب الترهيب و التهديد هو السبيل، و على كل من أراد حقه -أو أكثر من حقه كما هو حالهم- سلك نفس الطريق ؟
محظوظة هي الأندية التي عوقبت بالتزامن مع الطفلة المدللة، فلو أنها عوقبت من دونها لما تراجعت العصبة عن معاقبة هذه الأندية.
إلى جانب إلغاء العقوبات، وجب التطرق لنقطة ثانية لا تقل أهمية عن الأولى. بنهاية الموسم الماضي، كان جمهور الخصم معاقبا و كان لقاء كأس العرش فرصة لتطبيق القانون و خوض اللقاء دونهم باعتبار الوداد الطرف المستقبل. لكن ما حصل هو خوض اللقاء دون جمهور، فتمت معاقبة جمهور الوداد ضمنيا رغم عدم ارتكابه لأي خطإ، أو بتعبير أكثر صراحة تمت معاقبة جمهور لم يرتكب أي خطإ إرضاءً لخاطر من كان يجب معاقبتهم لوحدهم !
اليوم، المنطقة 6 من المركب مغلقة في وجه الجمهور. و العدل يقضي فتحها أمام جماهير الوداد أو إغلاق المنطقتين 6 و 7 معا أو خوض اللقاء بدون جمهور (و هو أمر لا نريده). لكن لا شيء من كل هذا حصل لكوننا نحن المتضررين، و لو أن المنطقة 7 هي التي طالها الإغلاق لاتخذت المؤسسات “المحترمة” أحد القرارات الثلاث المذكورة للتو، و لنفس السبب الذي سئمنا تكراره : إرضاء المدللة.
و لأن الكرة للجمهور و لأن الكرة شعبية، فمن غير المعقول ولا المقبول المتاجرة بشغف الأوفياء و محاولة استغلالهم طمعا في ملء الخزائن و الجيوب. 100 درهم تفوق ثلاثة أضعاف ثمن التذكرة العادي للمدرجات المكشوفة، أما 200 درهم فهي أربعة أضعاف ثمن تذكرة المنصة الجانبية. قد نتفهم أن مواجهتنا عيد بالضفة الأخرى و أن عيدين فقط لا يكفيان في السنة.
لكننا لن نتقبل أن يسعوا لاستخلاص مداخيل ثلاثة مباريات من جيوبنا و في مباراة واحدة.
ناهيك عن طرح تذاكر يفوق عددها سعة الفيراج و المنصة الأمر الذي سينتهي بسيناريوهات أحلاها مر : يا إما سيتم النصب على جمهور الوداد الذي سيجد نفسه خارج أسوار المركب رغم اقتناء التذكرة، و يا إما سيتم تكديس عدد كبير في مساحة صغيرة مما سيسبب إصابات أو لا قدر الله أسوء من ذلك. و أغلب الظن أننا أمام محاولة الإيقاع بجمهور الوداد و جره لارتكاب أعمال شغب تليها عقوبات لن تلغيها العصبة الاحترافية.
تحية للمؤسسات التي اتُّخذت كل هذه القرارات بمباركتها و لم تحرك ساكنا.
و بناء على كل ما سبق، نعلن -نحن، وينرز 2005- عن مقاطعة مهزلة الغذ و ندعو كل الوداديين لاتباع هذه الخطوة. كما ندعو اللاعبين من جانبهم إلى تشريف القميص و إسعاد الجماهير الغائبة، فالنقاط الثلاث مهمة في مسيرة الدفاع عن درع البطولة و تأكيد الزعامة محليا.
قرارنا هذا كان متوقعا، و الظاهر أنه كان هدفا يسعى له من خطط بعناية لارتكاب كل هذه الفضائح. هدف سيسهل في قادم المواسم خوض مباراة كهذه بجمهور فريق واحد أو فرض ال5% على الجمهور الضيف كما أصبح معمولا به في أغلب المباريات. هذا استباق منا، و الأهم هو أنه لا يد لنا في كل هذا إن حصل يوما.
ولطالما رفضنا ذلك رفضا قاطعا ووقفنا في طريق من يروج لفكرة 5% بل وكان بإمكاننا قبولها في السابق ومجموعاتكم على دراية بذلك .
و في الختام، نؤمن بشعبية كرة القدم و بكونها للجمهور بكل فئاته و طبقاته الاجتماعية. لكننا سنترك هذه القناعة جانبا في الأسطر التالية للرد على الغبي الذي كتب “لي ماعندوش ثمن التذكرة أو جاتو غالية ما يجيش لدونور”. نود إخبارك أولا أنك حديث العهد بدونور و لست أنت من سيحدد من يأتي إليه و من لا يأتي، و نود أن تفتح عينيك على أمر مهم كي لا ينعدم رصيدك من Coerenza كما هو حال مجموعاتك. إن كرة القدم العصرية التي تشبعْتَ بعقليتها تسيطر عليها لغة المال و إن الفريق الذي لا أموال له و لا موارد لتسيير شؤونه “مايلعبش البطولة” كما قال يوما ذاك الذي يفك عنكم أزماتكم كلما ضاقت بكم الظروف.
عاش نادي الوداد الرياضي
وينرز 2005
العائلة – معا للأبد