أثار انتشار بق الفراش في الأماكن العامة في باريس حالة من الذعر في الشارع الفرنسي وجدالا سياسيا في البرلمان الفرنسي لمواجهة وكبح الانتشار غير المسبوق لحشرات البق، إذ تم رصد الحشرات الماصة للدماء في مترو باريس والقطارات السريعة ومطار شارل ديغول، إضافة إلى المستشفيات وبعض دور السينما والفنادق في العاصمة الفرنسية.
وبق الفراش حشرة صغيرة لونها بني، يتراوح حجمها بين 4 و7 ملم، تعمل على امتصاص دم الإنسان والحيوانات، ولكنها لا تنقل الأمراض وفقا لوكالة حماية البيئة الفرنسية.
وتحول انتشار البق الى جدل سياسي فرنسي حول طرق مكافحة انتشار بق الفراش، بعد دعوة بلدية باريس الحكومة لوضع خطة لمكافحة انتشار هذه الحشرات في رسالة وجهتها إلى رئيسة الوزراء الفرنسية، احتدم النقاش السياسي.
حيث طالبت ماتيلد بانوت رئيسة كتلة “فرنسا الأبية” في جلسة البرلمان الحكومة الفرنسية بالتحرك السريع، وأوضحت للإذاعة الفرنسية قائلة: ” نريد أن تعترف الحكومة بالأمر باعتباره مشكلة صحية عامة. يجب أن يتوقفوا عن مطالبة الناس بالتعامل مع المشكلة بأنفسهم كما لو كانت فردية، بينما تفرض الشركات تعريفات باهظة لرشها بالمبيدات الكيميائية”.
وكان كليمنت بون، وزير النقل الفرنسي قد أعلن الأسبوع الماضي ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة من أجل طمأنة وحماية الفرنسيين من انتشارها السريع. وقدرت الهيئة العليا للصحة الفرنسية أنه بين عامي 2017 و2022، عانت 11% من الأسر الفرنسية من بق الفراش.
لكن عالم الطفيليات والحشرات الطبية في مستشفى ابن سينا في بوبيني مهند الرزقي، قال إن المبيدات الكيمائية المستخدمة للتخلص من بق الفراش قد لا تقضي عليها بالكامل. ويوضح العالم قوله: ” تعمل المبيدات الحشرية على قتل الحشرات الضعيفة فيما تبقى حشرات البق المقاومة على قيد الحياة، وتتكاثر دون التأثر بالمبيدات الحشرية.” ويضيف عالم الطفيليات والحشرات الطبية أن حوالى 90% من حشرات بق الفراش من النوع المقاوم للمبيدات.