شرعت المصالح الأمنية منذ تفكيك شبكة للكوكايين بين طنجة والعرائش في حملة ضد ما وصفته المصادر بـ «البارونات الجدد» بمدينة طنجة، والذين يتحركون بحرية في ظل استعمالهم لبعض الأشخاص في الواجهة لترويج أنشطتهم الممنوعة بما فيها المخدرات القوية.
وأطاحت المصالح الأمنية بشبكة جديدة هي الثالثة في ظرف وجيز، وذكرت المصادر، أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة وعلى ضوء معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت يوم الخميس الماضي، من توقيف ثلاثة أشخاص ضمن هذه الشبكة، أحدهما مبحوث عنه في قضايا المخدرات، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بنشاط شبكة إجرامية تنشط في الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية.
ومكنت إجراءات البحث المنجزة في إطار هذه القضية من ضبط اثنين من المشتبه فيهم في حالة تلبس بتسليم شحنة من مخدر الكوكايين ناهزت 330 غراما، كما تم ضبط سيدة يشتبه في علاقتها بهذا النشاط الإجرامي.
وأسفرت عمليات التفتيش المتواصلة في هذه القضية عن حجز ثلاث سيارات ومبلغ مالي مهم يشتبه في كونه من عائدات الاتجار غير المشروع في المخدرات، وقد ناهز أكثر من مليون ونصف مليون درهم، فضلا عن مبلغ آخر بالعملة الأوروبية.
واستنادا للمصادر، فقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف كل من ثبت تورطه في هذه القضية.
ويعيش أباطرة المخدرات بطنجة، طيلة الأسابيع الماضية، على وقع الارتباك، حيث فضل العشرات منهم مغادرة المدينة باتجاه بعض القرى للتحصن بها، مخافة أن تطالهم الحملة الأمنية التي باشرتها المصالح الأمنية بفعل الخيوط التي تتعقبها حول نشاط مخدر الكوكايين بقوة في الأوساط المحلية، إذ لم يمض على العملية السالف ذكرها، سوى أقل من أسبوع، عن عملية أخرى متعلقة بضبط نحو 800 مليون سنتيم، لدى بارون للكوكايين بالمدينة، وذلك بعد مداهمة منزله بأحد أحياء مقاطعة بني مكادة.
ومن المرتقب إخضاع الموقوفين ضمن الشبكة المشار إليها، لتحقيقات مطولة، والتي من شأنها أن تكشف عن فرضيات حول صلتها المباشرة بالقضية الأخيرة المرتبطة بالمخدرات من نوع «الكوكايين» المحجوزة بين العرائش وطنجة، علما أن المحجوزات من الأموال سواء بالعملة الوطنية أو الدولية، تكشف عن نشاط كبير لهذه الشبكة، سواء عبر التراب الوطني، أو امتدادها للخارج في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الأمنية .
ويتزامن هذا الأمر وتفكيك المصالح الأمنية بطنجة مؤخرا، لشبكة خطيرة بين العرائش وطنجة، حيث تم اكتشاف نشاطها عبر ميناء العرائش وأسواق السمك المحلية، حيث كانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، تمكنت من توقيف أفراد هذه الشبكة، البالغ عددهم خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 23 و38 سنة، من ذوي السوابق القضائية.