بركة يؤكد خلال تخليد الذكرى 50 لوفاة علال الفاسي أن حزب الاستقلال يشهد انطلاقة جديدة

 

 

أكد الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، أن حزبه يستهدف تصدر المشهد السياسي الوطني، مشددا على أن حزب “الميزان” لم يَدَّخِرْ جُهْدًا من داخل الفريق الحكومي من أجل”الوفاء بالالتزامات التي تعهد بها في برنامجه الانتخابي”.

وقال بركة، في كلمة له بمناسبة تخليد الذكرى 50 لوفاة علال الفاسي، أمس الأحد: “هدفنا رِفْعَةُ وطننا وخدمة مواطنينا والارتقاء بمكانة حزبنا واستهداف صدارته في المشهد السياسي الوطني، بجديتنا ومصداقيتنا وثقة شعبنا في القيم الاستقلالية الأصيلة والفكر التعادلي المتجدد والمشروع المجتمعي الاستقلالي الذي أسس له الزعيم علال الفاسي”.

وزاد بركة قائلا: “وعدناكم، مع نجاح المؤتمر العام 18 للحزب، أن يعرف حزبنا انطلاقة جديدة بنَفَسٍ تنظيمي جديد، بهدف تحقيق الريادة المنشودة في المشهد السياسي والحزبي، وذلك عبر تطوير الأداء الحزبي وتحديث آليات الاشتغال، وتطوير العرض الاستقلالي، ليكون الحزب قادرا على مواكبة هذا الجيل الجديد من التحولات والإصلاحات الهيكلية التي تتلاءم إلى حد بعيد مع انتقالات المجتمع وتطوراته”.

وعبر المسؤول الحزبي عن اعتزاز حزب الاستقلال، الذي اختار، وفق تعبيره، تجسيدا للإرادة الشعبية أن يكون في الحكومة الحالية، كمكون أساسي فيها، بمساهمته الفاعلة في تنزيل الإصلاحات الاجتماعية وفي تحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين وتحقيق كرامتهم”.

وشدد بركة على أن حزب الاستقلال لم يَدَّخِرْ جُهْدًا، من داخل الفريق الحكومي، الوفاء بالالتزامات التي تعهد بها في برنامجه الانتخابي للمواطنات والمواطنين، ، وتفعيل وُعُودهِ وترجمة التزاماته المنبثقة من شعاره “الإنصاف الآن”.

وأضاف متسائلا: “أَلَمْ يَترافع حزبنا عن تحسين الدخل للأجراء والموظفين؟، أَلَمْ يدافع دوماً عن دعم القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين؟ أَلَمْ يدافع عن إنصاف الأسر الفقيرة والمعوزة وعن حَقِّهَا في الدعم المباشر؟ أَلَمْ يَعِدْ بالدفاع عن الرفع من الحد الأدنى للأجر في القطاعين العام والخاص؟.

واستطرد: “أَلَم يَعِدْ بتسوية وضعية أساتذة التعاقد بإدماجهم في الوظيفة العمومية؟ أَلَم يَكُنْ حِزْبُنَا من أشدِّ المدافعين عن تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية؟ أَلَم يَعِدِ المناطق النائية والحدودية بالترافع عن تنميتها والدفاع عن حقها في استقطاب الاستثمارات وخلق فرص الشغل؟”.

وتابع: “سنظل في حزبنا مُؤتَمَنِينَ على الدينامية التي انطلقت شراراتها مع النجاح الكبير الذي عرفه المؤتمر العام الثامن عشر للحزب، وعلى مُخرجاته الرفيعة الموسومة بِحِسِّكُمْ الوطني والنضالي العالي وغيرتكم القوية على حزبكم وإخلاصكم لقيمه ومبادئه وتَشَبُّتِكُمْ بإِعْلاَءِ مصلحته والتمسك بمناعته بما تقتضيه من وحدةٍ ورَصٍّ للصفوف تحت سقف البيت الاستقلالي المُحَصَّن”.

وشدد المتحدث ذاته على أن ” حزب الاستقلال، الذي كان حاضرا في جميع المحطات التاريخية التحررية والدستورية والديمقراطية والسياسية والتنموية لبلادنا، فاعلا ومؤثرا فيها، سيظل، انطلاقا من مسؤوليته السياسية والوطنية، وفيّاً لالتزاماته تُجاه الوطن والمواطنين، ومخلصا للمقاصد النبيلة لوطنية الزعيم علال الفاسي بأبعادها المختلفة”.

وأشار بركة إلى أن حزب “الميزان” سيظل أيضا “عْتَزّاً بقيمه ومبادئه، مُتشَبثاً بمنظومة الأخلاقِ القَوِيمَةِ التي طبعت أدبياته ونظرياته وسلوكاته ومُخلصا لمرجعيته التعادلية التي تنتظم المشروع المجتمعي الاستقلالي الذي أَسَّسَ له الزعيم الراحل، مدافعا عن الأسرة المغربية وعن تقوية مكانتها وتماسكها باعتبارها المظهر الأهم لكيان المجتمع ودعامة وجوده ونَوَاةً لكل نُمُوٍّ وتطورٍ فيه، في ظل الثوابت الجامعة للأمة المغربية”.

وطنية علال الفاسي

وأبرز نزار بركة أن “استحضار مفهوم الوطنية عند الزعيم علال الفاسي، مَرَدُّهُ إلى تفرده بنموذجٍ قَلَّ نَظيره من الوطنية العابرة لكل قضايا الأمة التي عالجها بفكره المتجدد والمتنور، وهو النموذج الذي أضفى على الزعيم الراحل التَّمَيُّزَ والقدرة على التأثير في الأحداث والإسهام في صُنْعِهَا وتوجيه مَسَارِهَا، وجعل الأجيال تلو الأجيال تستلهم الدروس والعبر، وتَبقى مَدِينَةً له بما قدم لها من صِدْقِ التوجيه ونُبْلِ المقاصد، وسُمُوِّ الوطنية الحقة وقيمة روح الانتماء للوطن”.

ولفت المتحدث ذاته أن “إذكاء “الوطنية” كما يتخذها علال الفاسي عَقِيدةً ومنهجاً، ويؤمن بها فِكراً وممارسةً، هي اليوم مذهبنا القَوِيمُ، الذي نحن في أمس الحاجة إليه، لمواكبة أوراش الإصلاح، التي يقودها بكل حكمة وتبصر الملك محمد السادس في مقدمتها ورش تعميم الحماية الاجتماعية”.

وشدد الأمين العام لحزب “الميزان” أن “الوطنية عند الزعيم الراحل لا يحددها التاريخ وحده ولا الأرض وحدها ولا الإنسان وحده، ولكنها مَدِينَةٌ لكل ذلك، ولأكبر من ذلك، وهو الإنسانية”، مضيفا أن “علال الفاسي كان يؤمن بوطنية تَنْشُدُ التقدم والعدل والحرية، وتحرير الإنسانية من الاستبداد والطغيان، وإقرار العدالة الاجتماعية التي لا تُمَيِّزُ بين الطبقات والأفراد، وتقدير العمل واستنكار البطالة واعتبار المصلحة العامة مقياسَ كُلِّ عمل صالح والدعوة إلى التضحية في سبيلها”.

وذكر بركة أن “علال الفاسي، كان من أوائل من أدركوا أهمية التركيز غَدَاةَ الاستقلال، على قضايا الحريات والحكم الديمقراطي وإرساء نظام دستوري تُحَدَّدُ فيه صلاحيات مختلف السلطات في إطار ملكية دستورية، إيمانا منه بأن الكفاح من أجل التحرر والاستقلال، لن يكون ذا معنى حقيقيا، إذا لم يَنْعَمِ الشعب المغربي بحكم ديمقراطي، تُضْمَنُ فيه الحريات الفردية والجماعية وتصان فيه كرامة المواطنين، وتُكَرَّسُ فيه دولة الحق والقانون المرتكزة على دعائم المؤسسات الدستورية”.

المشهد السياسي الوطنيبركةحزب الاستقلالعلال الفاسي
تعليقات (0)
أضف تعليق