الإعلام الفرنسي : الجزائر تفقد نفوذها بالساحل الإفريقي
أكدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أن “الجزائر تفقد نفوذها في محيطها الساحلي، حيث أدار لها المجلسان العسكريان في مالي والنيجر ظهريهما، في حين يقوم المغرب بتعزيز تواجده في المنطقة”.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن أحد المسؤولين التنفيذيين في وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية دون ذكر اسمه، أنه “منذ الانقلاب في مالي، تدهورت العلاقة مع باماكو إلى حد كبير. فلم يعجبهم أن الرئيس عبد المجيد تبون طلب منهم تسريع العملية الانتقالية، وأن الجزائر رحّبت بالإمام ديكو (معارض وصاحب نفوذ قوي). ولم نتقبل مغادرة الانقلابيين اتفاق الجزائر”.
واعتبرت الصحيفة أن الجزائر وباماكو عالقتان في دوامة لا يبدو أنهما قادرتان على الهروب منها. مشيرة إلى حديث الدبلوماسي والوزير السابق، عبد العزيز رحابي، عن ”عجز الدبلوماسية الجزائرية التي كانت مؤثرة في المنطقة”، وتساؤله: “ماذا لدينا في مالي؟ هل لدينا بنوك وشركات ومعلمون وأطباء؟ ليس لدينا أي من ذلك، ليس لدينا ما نسميه عناصر أو أدوات التأثير أو الوجود. لسنا مرئيين”، كما صرح لوسيلة إعلام محلية.
ومن جهة أخرى؛ سطرت “لوفيغارو” على أن الجزائر- ورغم أنها كانت قد نجحت في الحفاظ على مسافة متساوية بين المنافسين الإقليميين (تركيا، قطر، السعودية، مصر والإمارات) مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين- إلا أنها قامت بتشديد سياستها الخارجية. إذ كادت في 2022 أن تقطع علاقاتها مع إسبانيا بعد دعمها للحل المغربي لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
مضيفة أنه رغم تحسن العلاقات، غير أن الوضع لم يعد إلى طبيعته، وما تزال مدريد “تعاني من الصدمة”، كما تنقل “لوفيغارو” عن أحد الدبلوماسيين، بسبب حدة التحول الجزائري الذي تسبب في تعليق الرحلات الجوية التجارية والواردات، وإعادة المهاجرين غير النظاميين إلى وطنهم، وزيادة أسعار الغاز.
وفي هذه السياقات؛ تكثف الجزائر هجماتها عبر وسائل إعلامها الرسمية على أبو ظبي، المتهمة بـ”الضغط” على دول المغرب العربي لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وفق قول الصحيفة الفرنسية. فقد وصفت الإذاعة الرسمية الجزائرية، المغرب وإسرائيل والإمارات بـ“ثلاثي الكراهية والشر”، وزعمت أن ميزانية قدرها 15 مليون يورو خصصتها “الإمارات لتمويل حملات إعلامية تخريبية في المغرب ضد الجزائر ومالي والنيجر”.
وأبرزت “لوفيغارو” أنه “يُنظر بوضوح إلى التعاون المتنامي بين أبو ظبي والمغرب على أنه تهديد في الدوائر الأمنية والدبلوماسية الجزائرية، حيث تتم متابعة مناورات الإمارات في ليبيا والسودان عن كثب منذ فترة طويلة”.