اعتقال المتهم بقتل الطفلة نعيمة مختبئا نواحي مدينة خنيفرة
تم ليلة أمس الثلاثاء-الأربعاء، إلقاء القبض على مشتبه فيه بقتل الطفلة نعيمة التي عُثر عليها يوم السبت الماضي جثة مهشمة في جبل بمنطقة تفركالت نواحي أكدز بإقليم وارزازات.
وبحسب ما كشفته مجموعة من المصادر المتطابقة، فقد اعتقلت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز أجلموس بنواحي مدينة خنيفرة، المتهم بارتكاب جريمة قتل الطفلة نعيمة، بعد اختفائه عن الأنظار لمدة خمسة أيام، مشيرة إلى أنه بعد العثور على بقايا عظام الطفلة نعيمة وقماشها الذي دل على هويتها، انتقل المشتبه فيه إلى قبيلة “اهبارن” بمنطقة أجلموس، حيث توجد عائلة زوجته، قبل أن يسقط في يد عناصر الدرك الملكي.
وأضافت المصادر نفسها، أنه سيتم تسليم المشتبه فيه إلى المركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة من أجل استكمال التحقيق الذي أمر به الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بوارزازات.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الشكوك ابتدأت منذ بداية التحقيق في الجريمة وتلقي تصريحات أفراد العائلة، إذ تبين للمحققين أن عملية الاختفاء كانت في حدود 5 دقائق أو أقل، إذ كانت ترافقها أختها المتوسطة، وعمرها 12 سنة، إلى أن وصلت إلى منزل في الدوار، فدخلت إليه وتركت نعيمة عند الباب، إلى أن حضر والدها فاصطحب معه أختها في طريق العودة إلى المنزل، وعند الوصول انتبهت العائلة إلى غياب الطفلة نعيمة، وبناء على ذلك، قُدّرت المسافة الزمنية بين دخول أختها إلى ذلك المنزل وبين حضور الأب في حدود خمس دقائق، وهي فترة زمنية لا يمكن أن تبتعد فيها الطفلة عن ذلك المنزل، فبصرها ضعيف جدا، وأيضا رجلاها لا تستطيعان أن تتحملا المشي إلى أبعد من 100 متر إلى 200 في أقصى الأحوال…
هذا أولا، من جهة ثانية، لا يمكن في تلك المساحة الزمنية الوجيزة أن تكون طارت في الهواء، ويستحيل أن تكون سقطت في بئر، وأبرزت مصادرنا أن بحث عناصر الدرك الملكي في 4 آبار القريبة من المنزل كان على سبيل الاحتياط، إذ قد تكون سقطت في أحدها بفعل فاعل… وبناء على ذلك، انحصرت الشكوك في أن الفاعل هو من سكان الدوار، ويعرف جيدا الطفلة نعيمة ويعرف إعاقتها، وأنه خطط للعملية جيدا وظل يترصدها إلى أن حانت الفرصة فنفذ عملية الاختطاف…
إلى هنا، بدأت الشكوك تبحث في الاحتمالات الممكنة، ومن قد يكون من السكان هو الفاعل، فشرعت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، تحت إشراف مباشر من نائب الوكيل العام للملك المكلف بالقضية، تستجوب عددا من المشتبه فيهم، منذ يوم الاثنين الماضي، وركزت على بعض “الفقهاء” ممن تحوم حولهم شبهات البحث عن الكنوز…
وفي اليوم الموالي، أمس الثلاثاء، وخلال تفحّص بروفايلات كل الأشخاص الذين يمكن أن تستدعيهم عناصر الدرك للاستجواب، وقع الانتباه إلى شخص من السكان لم يعد يظهر له أثر في الدوار، وعند البحث عنه من قبل عناصر الدرك أخبرتهم الأسرة أنه سافر إلى أجلموس لدى أصهاره.
وهنا بدأت تتجمّع خيوط الجريمة لتتركز الشبهات حول هذا الشخص، البالغ من العمر 61 سنة. وعلى الفور، بدأ تنسيق بين المركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة والمركز الترابي للدرك الملكي بأجلموس، ليجري اعتقاله، ويُنتظر أن يكون درك زاكورة تسلمه، في هذه الأثناء، وشرع في التحقيق معه باعتباره المتهم الرئيسي بارتكاب هذه الجريمة الوحشية…
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات أعلن، يوم الأحد الماضي، أنه تم العثور على بقايا عظام بشرية صغيرة الحجم وبعض الملابس بأحد الجبال بمنطقة تفركالت نواحي أكدز، مساء السبت الماضي، وتم فتح بحث قضائي من أجل إجراء خبرة جينية عليها.
كما ذكر بلاغ الوكيل العام للملك أنه “على ضوء هذه المعطيات تم فتح بحث قضائي دقيق تحت إشراف هذه النيابة العامة، عهد به للمركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، وذلك من أجل إجراء خبرة جينية على العظام البشرية لمعرفة الحمض النووي ولتحديد أسباب الوفاة، والقيام بالتحريات اللازمة لمعرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة”. كما أشار المصدر ذاته إلى أن “النيابة العامة سوف تخبر الرأي العام بكل مستجد حول هذه الواقعة”.