تنتشر نوع من الاطمئنان يوحي بأن أجل جائحة كورونا قد اقترب. وساهمت سياسات رسمية لعدة دول في نشر ما يعزز الطمأنينة بين المواطنات والمواطنين، وخفت القيود، واختفت الحملات، وعادت حياة الناس لتواصل مسيرتها في أجواء وحده استمرار قوانين الطوارئ الصحية ما يحافظ على تذكر استمرار شيء اسمه “خطر جائحة كورونا”. لكن إعلانا جديدا لمنظمة الصحة العالمية، وتطورات الجائحة في أوروبا بالخصوص دقا ناقوس الخطر وسط الصورة السابقة التي تكاد تكون وردية. فبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فخطر الجائحة لم يتنه، وتهديدات ظهور سلالات خطيرة وغير حساسة للقاحات القائمة وارد جدا، وأوروبا مهددة بشكل حقيقي بمتغير فرعي لفيروس كورونا 19، وعدد الإصابات ما يزال في ارتفاع مقلق في أفريقيا وغرب المحيط الهادي، وعدد الوفيات في ازديد بأمريكا. تهديد حقيقي أكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن التهديد المتمثل في ظهور سلالة جديدة أكثر خطورة من فيروس كورونا، والتي ستكون اللقاحات الحالية ضدها غير فعالة، حقيقي تماما. وقال غيبريسوس، الجمعة في مؤتمر الأمن “Globsek-2022” في براتيسلافا: “لا يزال هناك تهديد حقيقي وواضح بظهور نوع جديد أكثر ضراوة (من فيروس SARS-CoV-2) يمكن أن يتجنب التعرض للقاحاتنا”. وأعرب عن قلقه إزاء “الاتجاهات السائدة في بعض المناطق” على وجه الخصوص، فإن عدد الوفيات المبلغ عنها في إفريقيا ومنطقة غرب المحيط الهادئ آخذ في الارتفاع. في المقابل، في أمريكا، تتزايد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 وكذلك الإصابة به، مؤكدا أنه “من السابق لأوانه القول إن الوباء قد انتهى. إنه لم ينته”. كما أكد أنه “من الصعب للغاية التكهن بكيفية تطور الفيروس.. نحن نعلم على وجه اليقين أن الخيارات المستقبلية يجب أن تكون معدية أكثر من الخيارات الحالية. لكن لا يمكننا التنبؤ بمدى قسوتها من حيث شدة المرض”. واعتبارا من 3 يونيو، تلقت منظمة الصحة العالمية تقارير عن قرابة 529 مليون ( 528،816،317 ) شخصا مصابا بفيروس كورونا منذ بداية الوباء وأزيد من 6 ملايين (6،294،969) حالة وفاة. وخلال 24 ساعة، ارتفع عدد المصابين بواقع 486278، والوفيات – 1380. متغير فرعي من أوميكرون يهدد أوروبا تفكر الدول الأوروبية في إعادة القيود لمكافحة فيروس كورونا المستجد مجددا بعد ارتفاع مفاجئ في الإصابات والوفيات، حسبما ذكرت صحيفة “الغارديان”. وحسب قناة الحرة، ارتفع معدل الإصابات والوفيات جراء كوفيد-19 في البرتغال بسبب متغير فرعي من متحور أوميكرون شديد العدوى “BA.5” على الرغم من دفء الطقس. يتناقض هذا الاتجاه مع حالة الوباء في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا المجاورة للبرتغال، حيث انخفضت أعداد الحالات خلال الشهرين الماضيين. وحسب نفس المصدر، قال هنريكي أوليفيرا، عالم الرياضيات في مجموعة عمل مراقبة الأوبئة بجامعة لشبونة، لوكالة “لوسا” للأنباء، إن معدل الإصابة يشير إلى أن حالات الاستشفاء في الأجنحة ووحدات العناية المركزة ستظل مرتفعة حتى نهاية يونيو. وأكدت البرتغال 26848 حالة إصابة جديدة وسجلت 47 حالة وفاة بسبب كوفيد، الأربعاء – وهو أعلى عدد وفيات يومية منذ 17 فبراير، عندما تم الإبلاغ عن 51 حالة وفاة بسبب الوباء. وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة البرتغالية، توفي 1455 شخصًا بسبب كوفيد حيث دخلت البلاد الموجة السادسة من الوباء في أبريل ومايو الماضيين. والثلاثاء، قال معهد الصحة العامة في البرتغال إن البديل الفرعي أوميكرون “BA.5” يمثل ما يقرب من 90 بالمئة من الإصابات الجديدة بكوفيد-19. كما تم اكتشاف المتغير الفرعي “BA.4” أيضا في البرتغال. ورفعت الحكومة معظم قيود كوفيد، بما في ذلك الارتداء الإلزامي للأقنعة في معظم الأماكن العامة الداخلية وذلك خلال أبريل. وقالت الحكومة إنه لا توجد خطط لإعادة تطبيق التدابير، وفق وكالة رويترز. وأشار أحدث تقرير صادر عن وزارة الصحة ومعهد ريكاردو خورخي إلى أن “الوفيات من جميع الأسباب أعلى من الأرقام المتوقعة لهذا الوقت من العام”، مضيفا أنه كانت هناك “زيادة في الوفيات المحددة من كوفيد” في ألمانيا، بدأت سلالة “BA.5” المتفرعة من أوميكرون بالانتشار على الرغم من أنها بمستوى أدنى من البرتغال. وفقا لنشرة إخبارية أسبوعية صادرة عن وكالة مكافحة الأمراض المعدية الألمانية (معهد روبرت كوخ)، تضاعفت الإصابات بسبب متغير أوميكرون “BA.5” من 0.2 بالمئة من الحالات في نهاية أبريل إلى 5.2 بالمئة بحلول 22 مايو قال وزير الصحة الألماني، كارل لوترباخ، على تويتر، “إن البديل المعدي للغاية BA.4 / BA.5 ينتشر هنا أيضا”. وتابع: “يمكن أن تصبح هذه هي الموجة التالية في الخريف” واجتمع رؤساء الولايات الألمانية الستة عشر، الخميس، لمناقشة الإجراءات التي يمكن اتخاذها خلال وقت لاحق من العام لمواجهة الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات، والتي قالوا إنها ستستبعد إغلاق المدارس ودور الحضانة على نطاق واسع. وقال رئيس الجمعية الطبية العالمية، فرانك أولريش مونتغمري، في مقابلة، “كورونا لم ينته بعد كما يتضح من تفشي أوميكرون في البرتغال”