Ultimate magazine theme for WordPress.

الكابرانات غادي يجهلو…فرنسا تؤكد دعمها لمغربية الصحراء من خلال زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية لصحراء المغربية

0

بعد أن دفعت مسبقا بمرتزقة البوليساريو لمهاجمة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، ووصفت زيارتها إلى الصحراء المغربية ب”العدائية والاستفزازية”، خرجت الطغمة العسكرية الجزائرية بوجه مكشوف، عبر بلاغ لوزارة خارجيتها، أدانت فيه زيارة رشيدة داتي إلى الصحراء المغربية، وهو ما يكشف تورط جارة السوء الشرقية بشكل لا يترك مجالا للشك في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، رغم ادعاءات ومزاعم الجزائر في كل الاجتماعات والمحافل الدولية بأنها ليست طرفا في النزاع، ،في الوقت الذي تقوم بتسخير كل إمكانياتها الدبلوماسية والمالية والعسكرية لضرب الوحدة الترابية للمغرب.
وفي هذا الإطار، اعتبرت خارجية نظام العسكر الجزائري ان الزيارة التي قام بها “عضو من أعضاء الحكومة الفرنسية”(وتعني هنا رشيدة داتي) إلى الصحراء المغربية أمر خطير للغاية، وقالت ان الامر يستدعي ما سمته “الشجب والإدانة على أكثر من صعيد، كونها تنم عن استخفاف سافر بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي”! وهو قول يراد به باطل إذ أن من يستخف بالشرعية الدولية هو نظام العسكر الذي لا يكتفي برفض قرارات مجلس الأمن بل يواصل إيواء مرتزقة البوليساريو الإرهابيين فوق أراضيه ودعمهم بالسلاح والوسائل اللوجيستيكية فضلا عن الدفاع عن أطروحتهم الانفصالية في كل المحافل الدولية بحيث أصبحت أجندة الدبلوماسية الجزائرية تقتصر على نقطة واحدة ووحيدة هي ملف الصحراء المغربية، الذي أصبح مقدسا بالنسبة للطغمة العسكرية الحاكمة في العالم الآخر، والذي تستعمل لأجله ريع النفط والغاز وكل الإمكانيات المتاحة لها من اجل مهاجمة المغرب والمس بمصالحه.

وواصلت الخارجية العسكرية بلاغها بسرد كمّ هائل من العبارات القذرة والشعارات البائسة التي دأب على ترديدها نظام الكابرانات، داعية إلى الانخراط في “جهود الأمم المتحدة” الرامية إلى التعجيل بتسوية نزاع الصحراء على أساس “الاحترام الصارم والصادق للشرعية الدولية” ! دون ان يخجل نظام العسكر ويرف له جفن بفعل التناقض الصارخ بين ما يردده من شعارات وما يقوم به من أفعال على ارض الواقع.

وتمر العلاقات الفرنسية الجزائرية بمرحلة من التوتر، وذلك بعد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

قامت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، بزيارة رسمية إلى مدينة العيون في الصحراء المغربية، برفقة نظيرها المغربي محمد المهدي بنسعيد. وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لعضو في الحكومة الفرنسية إلى المنطقة، ما يعكس تحولًا في موقف باريس تجاه النزاع الإقليمي ودعماً عملياً لسيادة المغرب على صحرائه.
وتضمنت الزيارة جولات في مواقع تاريخية بارزة مثل قصبة طرفاية، دار البحر “كاسمار”، ومتحف أنطوان دو سانت إكزوبيري، إلى جانب توقيع اتفاقيات تعاون جديدة تشمل مجالات الألعاب الإلكترونية، والسينما، والإعلام السمعي البصري، والتراث، وعلم الآثار، بالإضافة إلى إطلاق معهد للإعلام والسمعي البصري، وفرع للتحالف الفرنسي في المنطقة.

وتأتي هذه الزيارة في سياق الاعتراف الرسمي الفرنسي بمغربية الصحراء، والذي أعلنه الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى المغرب في أكتوبر 2024، وهو اعتراف عززه توقيع أكثر من 40 اتفاقية استثمار بين الشركات الفرنسية والمغربية، بعضها يشمل مشاريع في الأقاليم الجنوبية.
قرار باريس دعم سيادة المغرب على الصحرائه لم يكن مجرد موقف سياسي طارئ، بل التزام عملي تعزز عبر زيارات رسمية ومشاريع تنموية في الاقليم الجنوبية للمملكة، ما أضفى شرعية دبلوماسية إضافية على المقترح المغربي للحكم الذاتي، خاصة في ظل دعم دولي متزايد، بما في ذلك موقف الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا.

ولم يتأخر النظام الجزائري في التصعيد ضد باريس بعد هذا التحول، إذ شن حملة دبلوماسية وإعلامية محاولًا الضغط على فرنسا للتراجع عن موقفها. الجزائر، التي اعتادت على استخدام الغاز والمصالح الاقتصادية كأدوات ضغط على شركائها الأوروبيين، اعتبرت الموقف الفرنسي “خيانة” لمصالحها، مما أدى إلى أزمة حادة بين البلدين.
إلا أن باريس، على عكس ما كانت تفعله في السابق، رفضت الابتزاز الجزائري واستمرت في تعزيز علاقتها مع المغرب، إدراكًا منها أن الرباط أصبحت شريكًا استراتيجيًا أكثر استقرارًا وموثوقية في شمال إفريقيا، مقارنة بالجزائر التي تشهد اضطرابات داخلية وتراجعا في تأثيرها الإقليمي.

زيارة داتي إلى العيون لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت رسالة سياسية قوية بأن الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ليس مؤقتًا أو قابلًا للمساومة، بل هو جزء من رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
كما أن الزيارة أبرزت أن فرنسا، رغم محاولات الجزائر التأثير عليها، أصبحت أكثر تحررًا من الضغوط التقليدية للجنرالات الجزائريين، وقررت المضي قدمًا في شراكة حقيقية مع المغرب تقوم على التعاون الاقتصادي والثقافي والدبلوماسي.
وفي ظل هذه الدينامية الجديدة، لم يعد النظام الجزائري قادرًا على فرض أجندته على السياسة الفرنسية، في وقت تواصل فيه الرباط تعزيز موقفها دوليًا، مستندة إلى دعم قوى كبرى ونجاحات دبلوماسية متوالية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد