فارقت الفنانة المغربية الحاجة الحمداوية، الحياة صباح اليوم الاثنين بأحد مستشفيات الرباط، بعد معاناة طويلة مع المرض، حسب ما علم لدى عائلتها.
وتعتبر الحاجة الحمداوية إحدى العلامات الفارقة في تاريخ الفن الشعبي المغربي، حيث ارتبط اسمها بشكل وثيق بفن العيطة منذ ستينيات القرن الماضي.
وقدمت الراحلة على مدى تاريخها الفني الطويل العديد من الأغاني الناجحة، من قبيل (دابا يجي)، و(هزو بينا لعلام) و(ماما حياني)، و(منين أنا منين انتا).
وسيوارى جثمان الفقيدة الثرى بمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء.
أقدم الفنانات المغربيات في مجال فن العيطة (تراث شعبي أصيل موغل في القدم)،إذ ارتبطت به منذ ظهورها على الساحة الفنية، في وقت كان المجتمع المغربي المحافظ، ينظر فيه إلى الفن بنوع من التحفظ والحذر.
ولدت في 3 أبريل 1932 عاصرت الحرب العالمية الثانية ابتداء من سنة 1939 الى نهاية سنة1945، واستقلال المغرب سنة 1956 واسترجاع اقليم طرفاية سنة 1956 وزلزال أكادير سنة 1960 واسترجاع سيدي ايفني سنة 1969 والمسيرة الخضراء سنة 1975 وسقوط جدار برلين سنة 1989.
عاشت المجد الذهبي للأغنية المغربية في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فإنها تعرضت في إحدى مراحل مسيرتها الفنية لتعثرات وظروف صحية ومادية مؤلمة جعلتها في فترة من الفترات، تعرف أسوأ أيام حياتها، وعاجزة عن تلبية أبسط حاجياتها اليومية مثل الدواء والسكن وغيرهما، قبل أن تنهض من جديد، بعد أن التفتت إليها جهات عليا نافذة في الدولة، وأولتها العناية اللازمة.
في غشت 2008 التقت ميريام فارس مع الحاجة الحمداوية في تطوان وتقدمت لها بطلب إعادة إحدى أغانيها في ألبومها القادم وهو ما وافقت عليه الحمداوية.
يذكر أن “الحاجة الحمداوية” ، التي إنتشرت إشاعات موتها غير ما مرة لدرجة أن الجمهور المغربي لم يعد يصدق خبر موتها، كانت قد أعلنت اعتزالها الفن قبل عدة أشهر من وفاتها، بعد تدهور وضعها الصحي، قبل أن يتم نقلها الخميس الماضي إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط حيث فارقت الحياة، نتيجة تأثرها بمضاعفات مرض سرطان الدم. وتبقى الحمداوية إحدى أيقونات الفن الشعبي المغربي و خاصة العيطة.