تعيش إسبانيا منذ أول أمس الخميس، أحوال جوية سيئة للغاية جراء العاصفة الثلجية “فلومينيا” التي تجتاح عدة أجزاء من البلاد خاصة الوسط والشمال الشرقي، حيث أعلنت حالة الطوارئ بخمس جهات تتمتع بنظام الحكم الذاتي من بينها جهة مدريد.
وتسببت هذه العاصفة الثلجية التي ازدادت حدتها أمس الجمعة، في شلل تام بعدة مناطق حيث أغلقت الطرق وتقطعت السبل بالمئات من سائقي السيارات والشاحنات كما أغلق مطار العاصمة مدريد في وجه الملاحة الجوية وتم تعليق حركة سير القطارات والنقل العمومي.
ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم من ضمنهم شخص ببلدية زارزاليخو شمال العاصمة مدريد، حيث كشفت السلطات المحلية أن الضحية (54 عاما) عثر عليه رجال الإنقاذ مغمورا بالثلج بهذه المنطقة الجبلية التي تقع شمال غرب العاصمة، بينما أعلن التلفزيون الرسمي عن مقتل شخصين آخرين ببلدية ميخاس بإقليم مالقا.
وقال فرناندو غراندي مارلاسكا وزير الداخلية الإسباني خلال ندوة صحفية عقدها اليوم السبت، إنه ” على الرغم من الظروف الجوية الصعبة للغاية جراء التساقطات الثلجية الاستثنائية التي تشهدها إسبانيا فإن عدد الحوادث يظل محدودا نسبيا”، معربا عن الأسف لمقتل ثلاثة أشخاص جراء سوء الأحوال الجوية.
ودعا فرناندو غراندي مارلاسكا خلال هذه الندوة الصحفية التي عقدها بمعية وزير النقل خوسي لويس أبالوس، السكان إلى البقاء في منازلهم وعدم السفر إلا للضرورة، مشيرا إلى أنه بعد تساقط الثلوج سيأتي الصقيع وسيصبح الوضع معقدا للغاية.
وأكد وزير الداخلية أن 70 في المائة من المركبات التي كانت عالقة على الطرقات بفعل كثافة الثلوج قد تم إنقاذ راكبيها ونقلهم إلى أماكن آمنة من طرف رجال الإنقاذ ووحدة الطوارئ العسكرية والحرس المدني، فيما لا تزال حوالي 30 في المائة أخرى تجري عملية فك العزلة عنها وإنقاذ ركابها.
ومن جهته أكد خوسي لويس أبالوس وزير النقل أنه تمت تعبئة 1305 كاسحة ثلجية في إسبانيا تمكنت من إزاحة ما مجموعه 220 ألف طن من الثلوج خلال يومين، مشيرا إلى أن حجم التساقطات الثلجية جراء هذه العاصفة كان أكبر من المتوقع حيث لم تشهد البلاد مثل هذه الكثافة في التساقطات الثلجية منذ أكثر من 50 سنة.
وأضاف لويس أبالوس أن الأولوية في التدخلات التي تقوم بها مختلف المصالح والأجهزة هي إزاحة الثلوج من الطرقات التي تزيد مسافتها عن 21 ألف كلم من الشبكة الطرقية والتي لا يزال بعضها مغلقا خاصة بمدريد العاصمة وكوينكا وكاستيون، مشددا على ضرورة استخدام سلاسل الإطارات في مختلف المناطق مع الحفاظ على القيود التي فرضت على حركة سير الشاحنات والمركبات المقطورة.
وأكد أن هذه الجهود التي ستتواصل تشمل أيضا تدابير وإجراءات ميدانية لمنع وقوع الحوادث بما يضمن السلامة والأمن في تنقلات المواطنين مع ضمان انسيابية الخدمات الأساسية والإمدادات.
وحسب بيانات جهة مدريد، فقد قام رجال الإطفاء ووحدة الطوارئ العسكرية والحرس المدني بتدخلات بعدة مناطق مكنت من إنقاذ ركاب حوالي 1300 مركبة كانت محاصرة بالثلوج على مستوى الجهة.