احتفاء باليوم العالمي للمرأة، نظمت ادارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ولجنة المناصفة واليقظة أمس الأربعاء 23 مارس 2022 يوما دراسيا تحت عنوان “الأعمال الدرامية بقنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة: تمثلات صورة المرأة في المخيال الجماعي التأثير والتأثر”، والذي يروم الى التحسيس بقيم المناصفة والمساواة وتحسين صورة المرأة في المشهد الإعلامي.
وأتاحت أشغال هذا اللقاء، الذي حضره ثلة من الخبراء والفاعلين والمهتمين بالشأن الإعلامي وقضايا المرأة والعاملين في ميدان الإنتاج والإخراج السينمائي والباحثين، فرصة لمناقشة مساهمة وسائل الإعلام في تعزيز تغيير التمثلات الاجتماعية المتعلقة بالمرأة ومكانتها في المجتمع وانعكاساتها على أنماط التفكير والسلوك فيما يخص التقسيم بين الجنسين وتحديد الأدوار الاجتماعية على أساس النوع.
كما شكل هذا اليوم الدراسي مناسبة لتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كُمكوّن أساسي داخل منظومة الإعلام السمعي البصري العمومي والتزامها على احترام مبدأ المناصفة في خطها التحريري وتعزيز حضور النساء في برامج القنوات الاذاعية والتلفزية التابعة لها ومن خلال الأطقم الصحفية المعدة لهذه البرامج وكذا إبراز المشاركة السياسية للمرأة في تدبير الشأن العام والتعريف بالطاقات النسائية التي بصمت مسارها المهني والعلمي والفكري وطنيا ودوليا.
كما يأتي هذا اللقاء التواصلي تجسيداً للفصل 19 من الدستور المغربي، حيث تمت سالفاً بلورة والمصادقة على مضامين ميثاق المناصفة واليقظة، كما تم استحضار دقيق لأوضاع المرأة العاملة في الشركة من خلال الإحصائيات والبيانات المتعلقة بتوزيع النساء في مختلف مديريات المؤسسة تبعاً للمهن والدرجات ومناصب المسؤولية.
فبالفعل، شقت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة طريقها لتحقيق المناصفة بامتياز، وهي من المؤسسات العمومية الرائدة بهذا الخصوص على المستوى الوطني. إذ يبرز حضور المرأة بالمؤسسة بشكل ملفت وقوي في مهن الإذاعة والتلفزيون على الخصوص، حيث تشكل نسبة تمثيلية النساء 36 في المائة من مجموع الموارد البشرية العاملة بالشركة. كما أن مهمة منتج ومعدي البرامج التلفزية بالقناة الأولى مهنة نسوية بامتياز، إذ تتفوق المرأة في هذا المجال بنسبة 97 في المائة.
وخلال هذا اللقاء تطرقت منسقة لجنة المناصفة واليقظة، السيدة أمينة غريب، للأنشطة التي أطلقتها اللجنة بهدف القيام بمبادرات التعبئة والتحسيس الهادفة إلى تعزيز مبادئ المناصفة بين الرجل والمرأة والدفاع عنها، سواء فيما يخص محتويات البرامج أوعلى مستوى التدبير. كما أكدت على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومساهمتها في محاربة الصور النمطية التي تمس كرامة المرأة وتحط مــن مكانتها في المجتمع. ومن جانبها، استعرضت المكلفة بدراسات وسائل الإعلام بالهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، السيدة ماجدة صابر، مجالات تدخل المؤسسة الرقابية لتعزيز التغيير الاجتماعي من أجل المساواة بين الجنسين والقضاء على القوالب النمطية السائدة عن المرأة.
كما شدد مختلف المتدخلون بدورهم على الدور الذي من المفترض أن يلعبه المؤلفون المغاربة للإنتاج الدرامي التلفزيوني في تشكيل المخيال الجماعي من حيث قيم المناصفة وترسيخ ثقافة المساواة، مؤكدين على أهمية التثقيف بالإعلام بصفته وسيلة لتوعية الأطفال والمواطنين حول التمييز على أساس النوع.
في نهاية هذا اللقاء توافق المشاركون على مجموعة من المقترحات الجماعية التي أفضت إلى توصيات من بينها إيلاء عناية خاصة بورشات كتابة السيناريو والسعي إلى إيجاد قنوات تواصل مباشرة بين كتاب السيناريو والمؤسسات التلفزيونية بعد صدور قرارات لجنة انتقاء الأعمال الدرامية و تشجيع “الصناعة الثقافية” باعتبارها الرافعة الأساس لإنتاج خطاب مشبع بالقيم المجتمعية المطلوبة ومنها المناصفة.
وتأتي هذه الندوة انسجاما مع أدوار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كمرفق عمومي يساهم ﻓﻲ تشكيل الوﻋﻲ الجماعي وبناء المشروع المجتمعي والتربية على قيم المواطنة واحترام حقوق الإنسان تندرج ﻓﻲ إطــار روح ميثـاق المناصفــة الــذي أرســت مبادئــه المؤسســة مــن أجــل تحســﻴﻦ صــورة المــرأة ﻓﻲ الانتاجات الاذاعية والتلفزية.