كشف تقرير نشرته صحيفة ‘‘واشنطن بوسط” الأمريكية، أمس الثلاثاء، أن الحيوانات قادرة على استشعار الصدمات الصغيرة التي تنتقل عبر الأرض قبل ثوان من ظهور موجات زلزالية أقوى، بالطريقة ذاتها التي يمكن أن تلتقط بها آلات رصد الزلازل والهزات التي لا يمكن لجسم الانسان استشعارها.
وأضافت الصحيفة أنها لم تتمكن من التأكد، مما تداوله عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، من أخبارا ومقاطع مصورة لحيوانات كانت تتصرف بشكل غريب قبل الزلزال المدمر الذي ضرب ولا يزال مناطق من تركيا وسوريا مخلفا آلاف القتلى، مضيفة أن الفكرة متداولة منذ العصور القديمة وفي مختلف المجتمعات.
ونقلت الصحيفة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، أنه يمكن تفسير السلوك غير الطبيعي الذي تحدثه الحيوانات قبيل وقوع الزلازل، تبعا لشكلين من الهزات الزلزالية، موجات أولية تصدر عن الزلزال وتنتقل بسرعة عدة كيلومترات في الثانية الواحدة، وموجات ثانوية تأتي بعد الموجات الأولية، وتحدث حركة تدحرج أرضية.
وأضافت هيئة المسح الجيولوجي، أن العديد من الحيوانات تستطيع استشعار الهزات الأولية، قبل وصول الهزة الثانوية، مضيفة أن قليل من الناس كذلك يمكنهم استشعار الأمر.
وأشارت هيئة البحث إلى أن أقدم مرجع تمتلكه بخصوص السلوك الحيواني غير المعتاد قبل وقوع زلزال كبير يعود لـ373 سنة قبل الميلاد، باليونان.
ونقل التقرير عن مدير معهد ‘‘Max Planck‘‘ لسلوك الحيوان ‘‘Martin Wikelski”، قوله إن المعهد يمتلك مؤشرات جيدة على أن الحيوانات قادرة على استشعار مسببات الزلازل قبل وصولها لمرحلة النشاط الزلزالي.
وأوضح التقرير أنه في دراسة للمعهد المذكور نُشرت في عام 2020، قام الباحثون بوضع أجهزة إلكترونية على عدد من الحيوانات ضمت أبقار وكلاب وأغنام في مزرعة إيطالية لمراقبة تحركاتها على مدار عدة أشهر عندما تم اكتشاف الزلازل في مكان قريب.
وأضاف أن الباحثون قد تحققوا انطلاقا من هذه التجربة من أن الحيوانات، أظهرت نشاطا غير عادي قبل 45 دقيقة من حدوث 7 زلازل من أصل 8 حدثت قرب المنطقة.
كما خلص البحث الذي تم إجراءه من قبل المعهد المذكور، إلى أن الحيوانات قادرة على استشعار الزلازل المحتملة، قبل استشعارها من قبل البشر بـ14 ساعة، مشيرا إلى أن الأسباب الكامنة وراء النشاط غير العادي للحيوانات تظل غير واضحة.