شنت إسرائيل الخميس قصفا بالمدفعية الثقيلة على أطراف بلدتين في جنوب لبنان حسبما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، ردا على استهدافها بقذائف أطلقها مجهولون من المنطقة ذاتها.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، بأن “مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت بعدد من القذائف الثقيلة (…) أطراف بلدتي القليلة والمعلية في قضاء صور”، بعدما شهدت المنطقة “إطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق اعتراض صاروخ أطلق من لبنان، في تصعيد يأتي بعد أعمال عنف وقعت في باحة المسجد الأقصى وأثارت تحذيرات من أعمال انتقامية في المنطقة.
ولاحقا، قال الجيش إن ما لا يقل عن 34 صاروخا أطلقت الخميس من لبنان باتجاه الدولة العبرية، 25 منها اعترضتها دفاعاته الجوية وخمسة على الأقل سقطت في الأراضي الإسرائيلية. وأكد الجيش في بيان أن الأمكنة التي سقطت فيها الصواريخ الأربعة المتبقية لا تزال “قيد الفحص”.
كما أعلنت السلطات الإسرائيلية أن خمسة صواريخ على الأقل سقطت في مناطق مأهولة ما أسفر عن سقوط جريح وتسبب في أضرار مادية.
ومساء، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برد عسكري، بعد بضع ساعات من إطلاق أكثر من ثلاثين صاروخا انطلاقا من لبنان، في هجمات نسبتها إسرائيل إلى ناشطين فلسطينيين. وقال نتانياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة في مقطع مصور قصير بثه مكتبه، “سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمن كل اعتداء”.
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الخميس رفض لبنان “أي تصعيد عسكري” من أراضيه، بعد ساعات من إعلان إسرائيل إطلاق 34 صاروخ على الأقل من جنوب لبنان باتجاهها، متهمة مجموعات فلسطينية بالوقوف خلف ذلك.
وشدّد ميقاتي في بيان، عقب استقباله زير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتّو، على “إدانة لبنان وشجبه عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان”، موضحا أن بلده “يرفض مطلقا أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم”.
وحتى الساعة الرابعة والنصف من عصر الخميس (13:30 ت) لم تكن أي جهة قد تبنت هذا القصف. وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش “لم يرد حتى الآن” على مصادر النيران.
وقال أحد سكان بلدة القليلة إنه سمع دوي إطلاق أكثر من 15 صاروخا من محيط البلدة، قبل أن ترد إسرائيل باستهداف مواقع إطلاق النيران. وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه “يتلقى تقارير محدثة حول الوضع الأمني وسيقوم بإجراء تقييم مع رؤساء المؤسسة الأمنية”.
وتقع المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ ضمن مناطق نفوذ حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل، في جنوب لبنان.
وكان حزب الله، دان في بيان صباح الخميس، “قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى واعتداءاتها على المصلين”. وأبدى الحزب “تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة” مؤكدا “وقوفه إلى جانبهم في كل الخطوات التي يتخذونها لحماية المصلين والمسجد الأقصى وردع العدو عن مواصلة اعتداءاته”.
في ظل هذه التطورات، دعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) إلى تجنب التصعيد، ووصفت الوضع الراهن بأنه “خطير للغاية”. وقالت في بيان: “الوضع الحالي خطير للغاية. واليونيفيل تحث على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد”.
بدورها، نددت فرنسا بـ”إطلاق صواريخ في شكل عشوائي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من غزة وجنوب لبنان”. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ديلما: “في هذه الفترة من الأعياد الدينية، تدعو فرنسا جميع الأطراف إلى أقصى قدر من ضبط النفس وتجنب أي عمل من شأنه تأجيج تصاعد العنف”.
وشهدت الأيام الأخيرة تصاعدا للأحداث في أعقاب اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي والاعتداء على المصلين الذين كانوا بداخله قبل اعتقال المئات ممن تحصنوا بداخله والذين وصفتهم إسرائيل بأنهم “مثيرو شغب”. وأثار ذلك إدانات عربية ودولية واسعة، خصوصا أنها تأتي في خضم شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون فيه الصلاة ليلا.
متابعة