سابقة تاريخية..ملك السعودية يوجه دعوة للرئيس الإيراني
تلقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الأحد، دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة العاصمة الرياض.
وقدرحب الرئيس الإيراني بالدعوة، وقال المساعد السياسي للرئيس الإيراني محمد جمشيدي، إن العاهل السعودي دعا في رسالته إلى “تعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي بين طهران والرياض”، كما رحب باتفاق بكين بين “البلدين الشقيقين”.
وأضاف محمد جمشيدي، في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”، أن “الرئيس الإيراني رحب بالدعوة”، مشددا على “استعداد طهران لتعزيز التعاون بين البلدين”.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد، إنه سيلتقي قريباً بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، مضيفاً أن إيران اقترحت ثلاث دول لاستضافة اللقاء.
وأكد عبد اللهيان أن طهران والرياض اتفقتا على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، مشيراً إلى أن الجانبين تبادلا رسائل عبر سويسرا التي ترعى المصالح السعودية في إيران، وقال إن هناك اتفاقا مع السعودية على قيام وفود فنية من البلدين بتفقد السفارتين للتحضير لإعادة فتحهما.
وأعلنت السعودية وإيران، الجمعة 10 مارس الجاري، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين.
جاء ذلك بوساطة صينية، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة، وفق ما نقلته وكالتا الأنباء السعودية “واس”، والإيرانية “إرنا”.
وأفاد البيان بأنه “تعلن الدول الثلاث توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.
وأضاف البيان: “يتضمن (الاتفاق) تأكيدهما (البلدين) على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
كما اتفقت السعودية وإيران على “عقد وزيري الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما”.
واتفق البلدان على تفعيل اتفاقيات تعاون في مجالات عدة أبرزها الأمني والاقتصادي، والتي سبق توقيعها في عامي 1998 و2001، وفق البيان المشترك.
جاء ذلك الاتفاق عقب استضافة بكين في “الفترة من 6 إلى 10 مارس الجاري مباحثات بين وفدي السعودية وإيران، برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران”، بحسب البيان ذاته.
وجاءت استضافة بكين للمباحثات السعودية الإيرانية “استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران بالاتفاق مع قيادتي المملكة والجمهورية الإيرانية ورغبة منهما في حل الخلافات”، وفق البيان المشترك ذاته.
وأعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما إلى “العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021- 2022”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية، نص البيان المشترك الثلاثي ذاته، عقب ختام المباحثات في بكين.
وأوضحت أن “رئيس إيران، إبراهيم رئيسي زار بكين في فبراير الماضي، وكانت المباحثات مع السعودية ضمن متابعة اتفاقات زيارة الرئيس الإيراني للصين ومن أجل حل المشكلات بين طهران الرياض بشكل نهائي”.
وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
ولأول مرة يعلن الجانبان الإيراني والسعودي عن وساطة سلطنة عمان التي تجمعها علاقات قوية بالبلدين.
وفي يناير 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها الإرهاب.
وتتهم دول خليجية تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك “أجندة. شيعية” توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حُسن الجوار.