Ultimate magazine theme for WordPress.

فرنسا تتهم المخابرات الروسية بالضلوع في هجمات سبيرانية ضد المصالح الفرنسية

0

 

في خطوة غير مسبوقة، وجّهت فرنسا اتهامًا رسميًا وصريحًا إلى جهاز المخابرات العسكرية الروسية، متهمة إياه بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت مؤسسات فرنسية حساسة على مدى سنوات، مما يكشف عن تصاعد في وتيرة “الحرب السيبرانية” التي تخوضها موسكو ضد خصومها الغربيين.

وفي بيان نُشر على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن جهاز المخابرات العسكرية الروسية (GRU) يستخدم أسلوبًا هجوميًا متقدمًا يعرف باسم APT28، وهي مجموعة اختراق مرتبطة سابقًا بعدد من الهجمات السيبرانية الكبرى على مستوى العالم، تتبع منهجية دقيقة وتخدم أهدافًا استراتيجية للكرملين.

ومن أبرز الهجمات التي نُسبت إلى APT28 استهداف قناة “تي في 5 موند” سنة 2015، وهو الهجوم الذي كاد أن يشل بث القناة نهائيًا. كما يتهم نفس الجهاز باختراق حملة الرئيس إيمانويل ماكرون خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2017، في محاولة للتأثير على النتائج، في سيناريو مشابه لما حدث في الانتخابات الأمريكية عام 2016.
وفي تقرير صدر عن الوكالة الوطنية لأمن نظم المعلومات (ANSSI) في أكتوبر 2023، كشفت السلطات الفرنسية عن تفاصيل الهجمات التي نفذتها APT28 بين عامي 2021 و2024، واستهدفت خلالها كيانات وزارية، سلطات محلية، شركات في مجالات الدفاع والفضاء، وقطاعات اقتصادية ومالية.
ما تواجهه فرنسا اليوم ليس مجرد قرصنة إلكترونية، بل شكل من أشكال الحرب الهجينة، حيث تجمع روسيا بين الأدوات الرقمية والتضليل الإعلامي والمصالح الاستخباراتية لضرب استقرار خصومها دون إطلاق رصاصة واحدة. ويأتي هذا التصعيد في سياق توتر العلاقات بين موسكو والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية.
وفي مواجهة هذا التهديد المتزايد، أطلقت الحكومة الفرنسية حملة توعية عبر مقاطع فيديو ومنشورات رسمية، لتحذير الرأي العام والقطاع الخاص من خطورة هذه الاختراقات، ورفع الجاهزية السيبرانية لدى المؤسسات.
ويبدو أن باريس قررت الانتقال من مرحلة الصمت والغموض إلى المواجهة العلنية، لتوجيه رسالة واضحة: الهجمات لن تمر دون كشف ومساءلة.
اتهام فرنسا المباشر لروسيا في هذا التوقيت يعكس وعيًا متزايدًا بخطورة المعركة الدائرة في الفضاء الرقمي، والتي لا تقل تهديدًا عن المعارك التقليدية. وبينما تتصاعد الهجمات السيبرانية، تبدو الحاجة ملحّة لتعزيز الدفاعات الرقمية الوطنية، والانتقال إلى مرحلة ردع فعّال يضمن حماية السيادة المعلوماتية الفرنسية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد