احتفالاً بعيد الشغل..بنكيران يصف المغاربة أصحاب “تازة قبل غزة” بـ”الميكروبات”
في خطوة أثارت موجة من الانتقادات، عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى واجهة الجدل بخطاب شعبوي مشحون، أعاد فيه تدوير أسلوبه القديم في دغدغة المشاعر، عبر استغلال القضية الفلسطينية في سياق نقابي وانتخابي لا يخفى على أحد.
خلال مهرجان خطابي نظمته نقابة الاتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي للحزب، بمناسبة فاتح ماي، هاجم بنكيران فئة من المغاربة ممن يطالبون بإعطاء الأولوية للقضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، قبل الالتفات إلى قضايا الشرق الأوسط.
ووصف بنكيران هؤلاء المواطنين بأوصاف مهينة كـ”الميكروبات” و”الحمير”، في تعبير لا يليق بشخصية سياسية سبق أن ترأست الحكومة.
الأخطر من ذلك، أن بنكيران لجأ إلى التحريض غير المباشر، حين طالب الدولة بالسماح للمغاربة بـ”الجهاد في فلسطين”، مردداً شعارًا مقتبسًا من مدرجات الملاعب: “صيفطونا لفلسطين نحاربو الصهاينة”، وهي دعوة أثارت تساؤلات جدية حول المسؤولية السياسية والأخلاقية لقيادات حزبية تستغل منابر رسمية لإطلاق مثل هذه التصريحات.
محاولات “البيجيدي” للعودة إلى الساحة السياسية، بعد أن لفظه المغاربة في الانتخابات السابقة، تبدو اليوم مبنية على استغلال القضايا العاطفية والحساسة، دون تقديم أي رؤية حقيقية أو خطاب عقلاني يخاطب هموم المواطن اليومية، من شغل وتعليم وصحة وعدالة اجتماعية.
فهل ينجح بنكيران في العودة عبر صهوة فلسطين؟ أم أن المغاربة فطنوا إلى تكرار الأسطوانة نفسها، التي لم تعد تقنع في زمن الوعي السياسي والمحاسبة الشعبية؟