Ultimate magazine theme for WordPress.

فرنسا تستخدم “الفيزا” لـ”إنتقام” من المغرب

0

 

أرخت الأزمة بين المغرب وفرنسا بظلالها على الإحصائيات المتعلقة بالحصول على تأشيرة “شنغن”، وقد بلغت نسبة الرفض من مجموع الطلبات التي قدمها المغاربة لدخول الأراضي الأوربية 30 في المائة، من إجمالي 423،201 طلبًا، خلال 2022.

وتعد فرنسا وإسبانيا أول الرافضين لطلبات الحصول على الـ”فيزا”، التي قدمها المغاربة خلال العام الماضي، غير أن فرنسا تفوقت على نظيرتها في الرفض، بعدما كانت إسبانيا، في خلاف مع المغرب قبل أن تستقر الأمور بين البلدين من جديد بعد مارس 2022، عقب استقبال الملك محمد السادس لـ”بيدرو سانشيز” رئيس الحكومة الإسبانية وإعلان الأخير مساندة المملكة الشريفة في قضيتها المتعلقة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وسجلت نسبة الرفض لطلبات المغاربة مستوى قياسيا خلال العام الماضي، وفق الإحصائيات المدرجة في موقع “ShengenVisaInfo.com”، إذ بلغت بالضبط 29,7 بالمائة، بينما بلغ معدل رفض الطلبات بالنسبة لمقدميها من الدول جميعا 17,9 في المائة فقط.

واستنادا إلى إحصائيات “ShengenVisaInfo.com”، فمن بين 161045 طلبًا تم تسلمها، رفضت فرنسا ما مجموعه 51،498 طلبًا، بواقع الثلث من مجموعها، فيما رفضت إسبانيا ربع الطلبات المقبولة أو 50،033 من أصل 201،584، بما يحيل على أن فرنسا وإسبانيا تسببتا لوحدهما في خيبة 85 في المائة من مقدمي طلبات الحصول على تأشيرة “شنغن” برسم 2022.

وإذ أبدت إسبانيا مؤخرا ليونة في تعاملها مع المغاربة، منذ وأد الخلاف مع المملكة الشريفة، لا تزال فرنسا تنتهج مع المغرب سياسة الحربائية وتعمل عبر حجب الـ”فيزا” على طالبيها من المغرب، كورقة ضغط تحاول بها، الانتقام منها بعدما كسرت عود الدولة العميقة في فرنسا، وواجهتها في العديد من المواقف الحاسمة، التي يرى “الفرنسيس” أنها تمس مصالحهم.

وتشدد المصالح القنصلية الفرنسية من إجراءاتها ضد المغاربة الراغبين في السفر نحو أراضيها، إذ أن غالبية الطلبات المرفوضة تظل معلقة وغير مبررة، فيما تستخلص هذه المصالح من كل طالب للـ”فيزا” مبلغ 1000 درهم بالنسبة لكل طلب تؤدى لفائدة “TlsContact”، والتي يحصل منها على 316 درهما، كعمولة، بينما يضخ الباقي في الحسابات المودعة لدى الخارجية الفرنسية.

وكانت السلطات الفرنسية انبرت في 2021، إلى تشديد الإجراءات المتعلقة بمنح تأشيرات الدخول لأراضيها في مواجهة المغرب وتونس والجزائر، لكن هذا التشديد سرعان ما تحول إلى رفض ممنهج لجل الطلبات التي تقدم بها المغاربة ودون تعليل حتى، فيما رفع الحصار عن الجزائريين والتونسيين، بسبب ما أبداه النظامان القائمان في البلدين المغاربيين من خضوع لفرنسا.

ولجأت فرنسا إلى الـ”فيزا” في محاولة منها ثني المغرب عن مواقفه، وهو أمر انحصر عليه فقط، منذ أن صرح “Gabriel Attal” الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية في 28 شتنبر 2021، على أثير إذاعة “Europe 1” قائلا “لقد كان هناك حوار، ثم تلته تهديدات. والآن إننا نترجم تهديداتنا على أرض الواقع”، وهو التصريح الذي تلقفته المصالح القنصلية الفرنسية في المغرب، لتباشر عملية “انتقامية” ضد المغرب الذي فك ارتباطه بها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد