الصحافة التي نريد!
إن الحديث عن واقع الصحافة التي نريد يحيلنا في البداية على مجموعة من الفرضيات، هذا المعطى يدفعنا إلى الانطلاق من هذه الجملة الشرطية التي تسعى الى فهم وتقويض البراديغم التحويلي الذي يعيشه واقع الصحافة المغربية في ظل التدافع المستمر نحو التجويد والتطوير وخلق فضاء يسمح بارساء أرضية مؤسسة للمرحلة القادمة مبنية على التنوع والمهنية ومحاربة الأخبار الزائفة.
وعلى هذا الأساس النظري يمكن طرح سؤال أكثر وضوحا والذي سيتمركز حول مفهوم أساسي في المنطق والمتجسد في سؤال الهلية، والذي من خلاله سنفكك بشكل تقاطعي الواقع الاعلامي الذي يعيش صراعا تنظيميا ووجوديا في الآن ذاته، وعليه سنضع سؤالنا على الشكل التالي:
– هل هذه هي الصحافة التي نريد؟
سؤال في مبناه العام يمكن أن يترآى للقراء في الوهلة الأولى كونه فضفاضا غير مجزء ومحدد في نقطة معينة، لكن سنكتفي خلال هذا الجزء بالقيام بعملية مسح للاحداث وخلفياتها ونتائجها المفترضة وكذا حصر النطاق الزمني في سنة 2023 وبداية سنة 2024.
الاجابة تحتمل الوجهين، لهذا سنطرح الاشكاليات بمنطق استفهامي:
– كيف للعراقيل الادارية والرفع من التحديات المالية رغم هشاشة الاقتصادية القطاع والتفاوتات أن تدفع بهذا المجال للأمام؟، علما أن حصة الأسد في مجموع الممارسين ينتمون للمقولات الصغرى.
– الى أي حد يمكن اعتبار قرارات اللجنة المؤقتة لتسيير المجلس الوطني للصحافة، إيذان بتشريد فئة واسعة من المجتمع المغربي وقبر طاقات في براثين التشرد واللاوظيفة؟
– كيف أثر التدافع السياسي على مجال الحري به أن يكون مستقلا؟
– أي دور للديمقراطية التشاركية في هذا النقاش الذي فتح بوابتي النعيم والجحيم في وجه المقاولات الاعلامية؟
– هل بهذه الطريقة سنرتقي بالمشهد الاعلامي وتجويده وكل تلك العبارات الأفلاطونية التي تسير على حذوها؟
نضع نقطة هنا ونترك ما تبقى لأجزاء أخرى.
السلام عليكم
بقلم : محمد أبوخصيب