حموشي من روسيا : الأمن المغربي يوقع حضوره في نادي الكبار
من موسكو، وعلى هامش المؤتمر الدولي الثالث عشر حول القضايا الأمنية، أكد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، مجددا مكانة المغرب المتقدمة في المنظومة الأمنية العالمية.
فقد شارك حموشي في هذا المحفل الدولي المنعقد بالعاصمة الروسية بين 27 و29 ماي 2025، إلى جانب رؤساء وممثلي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لأكثر من 100 دولة، وهو حضور لم يكن شكليا أو بروتوكوليا، بل حمل رسائل عميقة بشأن موقع المملكة في هندسة الأمن العالمي.
لقاءات ثنائية ومناقشات استراتيجية جمعت المسؤول الأمني المغربي بعدد من نظرائه، ناقشوا خلالها سبل تطوير التنسيق الدولي، ورفع فعالية تبادل المعلومات، وتحيين أدوات المواجهة الجماعية للتهديدات المعاصرة، سواء تعلق الأمر بالإرهاب، أو الجريمة المنظمة، أو الأمن السيبراني.
هذا التفاعل المباشر عكس المكانة الاعتبارية التي يحظى بها المغرب، وبشكل خاص السيد عبد اللطيف حموشي، كأحد أبرز الوجوه الأمنية في العالم.
وتأتي هذه المشاركة امتدادا لمسار طويل من الحضور المغربي الوازن في التظاهرات الأمنية الكبرى، والذي توج في محطات عديدة بتوشيحات دولية رفيعة.
ففي أكتوبر 2022، وشح الرئيس الفرنسي حموشي بوسام الاستحقاق الوطني من درجة قائد، وهو أعلى وسام يمكن أن يمنح لمسؤول أجنبي في مجال التعاون الأمني، وهو اعتراف مباشر وشفاف بالدور الحيوي الذي تلعبه المملكة في حماية الأمن الأوروبي.
كما سبق لإسبانيا أن منحته في 2019 وسام الصليب الكبير للاستحقاق الأمني، في وقت اعتبر فيه مراقبون أن التعاون المغربي الإسباني في مجال محاربة الشبكات المتطرفة والإجرامية أصبح نموذجا يحتذى به على الصعيد القاري.
نجاح الدبلوماسية الأمنية لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج مسار من العمل المؤسساتي المتين الذي أرساه حموشي داخل الأجهزة الأمنية المغربية، سواء من خلال إعادة هيكلة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أو تحديث منظومة الشرطة الوطنية. تكوين عالي المستوى، وتجهيزات حديثة، تكريس لقيم المسؤولية وربطها بالمحاسبة، واعتماد مناهج استباقية في معالجة التهديدات، كلها عناصر جعلت من المغرب اليوم مركزا إقليميا موثوقا في مجال الأمن.
حضور عبد اللطيف حموشي في موسكو هو ترجمة حقيقية لثقة العالم في المدرسة الأمنية المغربية، وتأكيد على أن الرباط لم تعد فقط مستهلكة للمعلومة الأمنية، بل منتجة وفاعلة ومؤثرة في دوائر القرار الأمني العالمي.
في زمن الاضطرابات، يصبح الشركاء الموثوقون عملة نادرة، ويبدو أن المغرب، تحت إشراف حموشي، بات من هذه العملات التي تحترم وتطلب في كل منبر استراتيجي.